الشاعر عبد خلف الحمادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
عبد خلف الحمادة
عبد خلف الحمادة
المساهمات : 570
تاريخ التسجيل : 26/12/2023

الرنة الأخيرة  Empty الرنة الأخيرة

الأحد أبريل 21, 2024 1:07 pm
€الرنة الأخيرة
€€عبد خلف حمادة
££££££££££££
النبضة الأولى تلاشت
ذهبت مكسوفة في طوع الفراق
والحب الذي لم يكتب له الحياة
كان شباك عنكبوت
من أوهن البيوت
كبّلت فيه الحبيب الأول
وراحت كما عادة العناكب
تقتات منه بالفؤاد
تلوك أبهره .......
وتلقي به رمّة بلا حراك
على دروب الغانيات
غنت جذلى لمصرعه
وفي يده طرس خال
إلا من عنوان قصيدة
الوفاء ........
والقلم الذي تجمد فيه المداد
مختنق بالكلمات
تثلم في ميدان الغيد والقصيد
من مناجزة الحسان
يمده الشعر الذي هو أنا
باعتمالات فؤادي
جربت ..... الحب مرتين
أولهما .....في قبلة الصبا
ومهجتي غضة طرية
د ماؤها تغلي في بوتقة الشباب
عروقها ندية
تأوهت كثيرا
عمرها عقدان أو أقل
ورشح الوريد منها الشعر
وصيرّت كل معازفي
لشعرها القصير
حبكة حمراء
وعلقت الأبهرين
فوق بذلة الفتوة
خالا من الألماس والياقوت
فرشت ما بين منزلها
ودروب الثانوية
أجفاني ...... مجرة
وخلطت المسك والزعفران طينا
أعبّد الطريق كيما تدوس الشوك
ولم تزل حنائي تخصب موضع الخلخال
لم تندثر ........
كوشمة عصية الزوال
رعيتها بخافقي
ألبستها من أضلعي
معاطفا مشحونة بحرارتي
لازمت رسم خيالها
مقعدها ........
جاكيتها الصوفي نسج اليد
كرهت عقرب الثواني
وساعة الخروج
عشرون عاما ولم تزل
رفيقة الحلم المسجى تحت أغطية الأسرة
بين مقتلي .......
أراها كل يوم
كتبت فيها النثر والموزون
رسمتها على الجدار
ما كان منها إلا أن رمتني
كاللبان ..... المر
كمنديلها الورقي
وراحت تلهث خلف أشخاص
الدخان .........
تلقفتها أيدي الندماء
كخمرة رخيصة
في حانة روادها شذاذ
ومزجوا سمارها
كمرارة الأفعى
لينكهوا نبيذهم
ولغوا بها
شربوا مدام شفاهها
وأفقدوها .... هيبة
ومسحة البراءة
وأودعوها .... عالم النسيان
لكنني أدمنتها
عشقت حتى غيها
سامحتها في كل مرة
وانتظرت ......
عند الشاطئ
وفي فيء الجسور
في مفترق الطرقات
وفي ظلال الدوح
وعند ترويحة الرعاة
لكنها غارت
غاصت إلى الأعماق
وانغمست في غيها
ما كنت برافض عودها
لو عادت ......
لو أنها جاءت
لكان يوم البعث
لكان يوم العيد
لأسرجت شمع الدار
وافترشتها بالخز والديباج
ولجببت ماضي الرجس
عمّدتها بمائي
لففتها بردائي
لبست كل شيء
أدخلتها صومعتي
طهرتها .........
لكنها أبت عليّ
أبت واستكبرت
يا ليت شعري أيها الأصحاب
هل خلّة الوفاء ماتت ......أم خواء
لماذا......... يا حواء
وحبك الشيء يعمي ويصم
حواء .....
ما كنت يوما إلا طيفك
وطاءك في حر الدروب
معطفك الشتوي
ماء الطهارة والوضوء
فراشك الوثير
حبكة الشعر
ودواءك
وحب الياسمين
صدر أمك
حجر أختك
لكنك تأبين
تتعلقين ...........بالمجهول
رددت عاطفتي بلا اكتراث
صفعتني بقوة
كفأتني على وجهي المدّمى
أشعلتني في أوارك المستمر
صيرتني رمادا تذروه الرياح
حنطتي في متحفك
سمرتني كالطود
عند سفحك المشاد فوق جرف هار
أدمنتك من الوريد إلى الوريد
صهرت في بوتقتك
شربت كأس صدودك حتى الثمالة
منيت نفسي في لهب
صيفك الحارق
دمعة من عرق سوس
تفثأ لقيمات الجوى
وتطفأ حر الجوف
وتثلج مهجتي التي تذوب
وتجرين مني مجرى الدم من العروق
تتبخرين من مسام جلدي ... تنهضين
عرقا يداوي علتي
يا إبرة الـ (( ديكلون )) أنت
يا نزفي الثر الذي
لولا تدفقه من الخيشوم
للفظت أنفاسي
يا حبي الأخير
يا مأساتي الجديدة
ويا حبيبات الضغط
التي .....بها .....ضبطت ريتم القلب
يا إجازتي المرضية
صدقي ...... أو لا تصدقي
بدونك أخال طيف الموت
يلحقني
يطاردني
يحاصر الجهات .... يضيق الخناق
وتطلبين مني أن تكون
هذه
رنتك الأخيرة
اتصالك الأخير
إذا فأنت تقطعين الودجين مني
تمزقين حشاشتي
وتسحبين الأوكسجين
من هوائي الثقيل
السجن
ما السجن
السجن أرحم من حياة ليست فيها أنت
وغرفة الإعدام أهنأ عيشا
من نار صدودك ......
والهجير الذي تضرمين
الأصوات
لا عاشت الأصوات أن لم
ترسلي صوتك في الأثير
ولتحترق كل المقاسم
الهاتف الأرضي ...... والجوال
و النت ...... والبرق والبريد
يا ليتك ولو للحظة تعلمين
وتدركين .....
بأنك .... صرت أهم من الرداء
ومن الطبيب
ويا ليتني أستطيع بأن أقول
وأناديك .......
بكلمة من ستة أحرف
وتسمعين (.............)
لكن شيئا واحدا هو الذي أقول
إن مت يا صغيرتي
فإنك أنت القتول
وإنني أعني تماما
ما أقول
لا خير في عيش
إذا لم تدركي ماذا أقول
فأنا بنارك أصطلي
والعمر مني في أفول
إن كان حبك في الشريعة يحرم
فإن من قتل النفس الزكية بغير بحق
قاتل للناس جميعا .......
في الشرائع كلها .......
رحماك ........
إني بدارك نازل
وشيمة الأجواد
إسباغ الندى على الضيفان
أما علمت بأنك النبض الذي به
أعيش .......
والأنجم الزهر التي في ليلي
الباكي تشع
يا واحة جاد الإله بظلها
في سفري المضني الطويل
يا قبلة في ثغر الهوى
أنت الليالي البيض والمرتجى
رحماك فالهوى قاهر للعبد
لا يهديه المخرجا
فلتعلمي حق اليقين بأنك
إذا صرمت
بأنني سأكون قيسك
ولن يكفي الجنون
يا زهرة ملأت بعطر عبيرها
أرجاء روحي
(يا وجد قلبي إن الروح مولعة
والقلب خفاق
والدنيا لها أمد)
رويدك لا ترحلين
وإن أصررت
حنّطيني
كفنيني
و أدفني رفاة عمري
في ثناياك
بين جنبيك
بحيث أنني أظل أسمع
نبض قلبك
تسبيحة كروان
أشم عطرك فيض حنان
وحرارة الأنفاس منك
تدفأ العظام الباليات مني
ما أنت إلا ستة أحرف
مختومة بالياء
مبدوءة بالحاء
وباءان وياء ثانية
(أسكنت قلبي حبك
لا خير في العيش بعدك
أقصد تني يا زماني
كأنني كنت قصدك)
لا تقتليني مرتين
وتعيدي فتح الجرح
وقصة الماضي
فما عاد لي صبر
على احتمال النائبات
فتصدقي
وأوف الكيل إني أراك من المحسنين
££££££££££££
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمادة.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى