الشاعر عبد خلف الحمادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
عبد خلف الحمادة
عبد خلف الحمادة
المساهمات : 570
تاريخ التسجيل : 26/12/2023

صحوة قبل موت محقق  Empty صحوة قبل موت محقق

الأحد أبريل 14, 2024 6:01 pm
•صحوة قبل موت محقق
••عبد خلف حمادة
~~~~~~~~~~~
ليس عيبا أن أعيش فقيرا
وان اقضي كذلك
ولست في شعري متسولا
ولامتملقا
ولامتزلفا
ولارام به عند أعتاب الذوات
ولاملوثا إياه بجسد امراة
أنفخ به صدرها
كي تسبل لي جفنيها
أو اجعله مكياجا لقبحها
ولا ملطفا يزيل تِفال إبطيها
ولا منشفة امسح بها عرق أردافها
في ناد ليلي جامح
أو كفا ممدودا
أشحذ به منها
نتفة من حنانها المزيف
لا أطبع به القبلات على الزجاج
ولامداسا ارتقي به
المنابر المتهافتات
لاتطريني رنة تصفيق
ولاجمهورا يريدني
أن انتهي قبل أن أبدا
ولست كالطاحون
تديرني هبة ريح
قصائدي
أنفاسي المعدودة
وصديد عذاباتي
أفرغ فيها همي
وأجلو كآبتي
حنجور عطر لامراة
لم تخلق بعد
أرسمها
ألونها كما أشاء
اصطادها حورية من لجة البحر
استلها جوهرة مكنونة
اصنعها لي وحدي
وأمحو أميتها
أعلمها لغتي
وأشحنها بثقافتي
وانسج لها هالة
منِ وهج ذاتي
وبرواضا لرسمها
أزركش بها صفحات دواويني
وتمنحني مصلا
أداري به علتي
التي رافقتني أربعونا عاما
تسكن أوجاعي
عملت منها مظلة
تقي رأسي المتهشم
بتطاحن الخطوب
والتهاب الهجير
قبعة إخفاء عن المارقين
شربة نمير عذب
تبدد سعير أحشائي
قديسة صورتها
وكنست لها قلبي
جعلته لها ديرا
فرشته قرنفلا
شقائق نعمان
وكنت كلما أغر ورقت
عيني بالدمع
والعرق البارد
يعصب جبيني
وأوعالج سكرات حتفي
واجتر آلامي
أهذي بها في غيبوبتي
أتمتم بها
رقى وتعاويذ
أهلاسا
ترافق احتضاراتي
أعالج خروج صورتها
من أوردتي
شراييني
كما أعالج انتزاع روحي
وربما
حرصت على طيفها أكثر
وألفظ آخر أنفاسي
وصدري ليس يلفظها
وفؤادي المعطوب جلُّه
يعمر ما تبقى فيه فتات عيش
بها يقوم
وينسى اعتصارات وعكاته
ويدق بأحرف اسمها
وقد اختزل نبضاته
إن موتي كما تقرر محققا
وقلبي
ينوس كالشمعة
التي أكلت بعضها
فسأجعل عصارته
حنوطا
يحفظ رونقها
تعيش في أبدا
وبها أموت وأنأى
عن الحنوط والأكفان
ولكن مع ارتطام الجناح
المكدود
والرأس المعنى
بصخرة الواقع المرير
الأمر مجرد تهيؤات
صراع مع الحتف
وهرطقات شاعر يغني
||ذهب الحمار بأم عمرو
فلا هي عادت
ولا عاد الحمار||
وحلم العصفورة في عشها
إذ تخال نفسها على بيدر
من بر
فاذا
انتبهت واستيقظت
وجدت نفسها على القش
خالية الوفاض
فلا راهبة
والدير خاو
محطم الصلبان
والصورة المرسومة
غائمة
مشوشة
ليس لها وجود
إلا في تلك المخيلة
المتعبة
||وزائرتي
كأن بها حياء
فليس تزور إلا في المساء||
مجرد حمى
طوباويات
أحلام عصية على التحقيق
ولا مفر من لقاء الحتف
وهذه مجرد صحوة
تسبق الموت المحقق
فلا غرو في ذلك
~~~~~~~~~~~
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمادة
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى